هل كورونا هو الأخطر!!


تنتشر الفيروسات وتتقدم وتتطور عام بعد عام. وكل فترة يخرج علينا العلماء بأنباء عن اكتشاف جديد لفيرس مدمر مقرون بحالة من الذعر والفزع بمجرد السمع عنه حتى وإن كان يبعد عنا ملايين المجرات.
ويلي حالة الذعر والفزع البدء في اخذ اللقاحات المناسبة (إن وجدت)، ثم الإحتياطات اللازمة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعمل … إلخ.
وتكثر الوصفات العشبية والعربية والفرعونية كمحاولات للتهدئة والوقاية.
وهذا مايحدث الآن في مواجهتنا ومواجهة دول العالم لفيرس كورونا، والذي ربما قد يكون مجرد فيرس آنفلونزا ولكن للبعض اجندات ومصالح اخرى في هذا الفزع الإنساني!!
حفظنا وحفظم الله.

ولكن هل ياتُرى فقط يكمن الذعر والفزع والخطورة في هذه النوعية من الفيروسات أمثال كرونا .. سارس .. إيبولا … إلخ؟؟
هل ضعف جهاز المناعة وضمور أجهزة الجسم وموت الروح البشرية ينطوي فقط حول هذه النوعية من العدوى الفيروسية؟؟
بالطبع لا!!
فهناك الكثير منا لم يتأثر بمثل هذه الفيروسات ولكنه يعيش كجسد بلا روح.
لماذا؟؟؟ 
ربما لأن خلاياه تبرمجت وتشبعت بفيروسات خفية سببت ضمور للمشاعر وتآكل معنوي وامراض عديدة نفسيجسمانية. فيروسات غير معلن عنها دولياً، بل بالعكس قد يزيدون من شدتها وتفاقمها وتطورها لنفس السبب السابق فقط اجندات ومصالح شخصية!!

منذ ان تفتح عينك حتى تنام تجد امامك وسائل متعددة تشتت العقل وتشحن القلب بالضغينة والحقد والنقم على الذات والتداخل السهل الممتنع بين خصوصيات البشر تستهلكك معنوياً ومادياً. 
ولنأخذ وسائل التواصل الإجتماعي (مثل الفيس بوك، انستجرام، تويتر، … إلخ) كأمثلة لفيروسات خفية غير معلن عنها وجاري دعمها لا أخلاقياً.
واجهات افتراضية مزيفة يرتدي معظم روادها قناعات متعددة افقدتهم هويتهم الأصلية من طول فترة ارتداءهم لها. وكذلك اعلانات وبرمجة جمعية قد تنساق وراءها دون وعي او تتحسر لعدم قدرتك على مواكبتها وفي الحالتين امراض نفسية يتبعها علل جسمانية.

فيروسات تضعف القلوب فتتفاقم المشاكل النفسية والمقارنات والتذمر بين حظ فلانة وحظي، وظروف زوجي وزوجها، وحال اولادي واولادهم وفكرهم السياسي وفكري، وامكانياتي … … إلخ.
مقارنات لاوعية وازمات نفسية تلهينا عن متابعة أحوالنا وتقدير ذواتنا نتيجة لإنشغالنا بأحوال الآخرين او للمخططات والأجندات الموجهة.
قد يكون لها منافع ولكن اصبح مؤخراً ضررها أشد من نفعها. أليست هذه بفيروسات اشد فتكاً بالنفس من كرونا وأمثالها!!
منذ بداية الخليقة وحين تذمر إبليس ورفض الأمر الإلهي وقال في فخر أنا خيراً منه وبدء الفيرس في التوغل في النفس ولكنه كان يعمل بخجل على قلة محدودة. وكان الرضا النفسي والمتعة بالقليل والتقبل الذاتي والبساطة هي اساسيات الحياة والتربية.
ولكن منذ الغزو التكنولوجي والإنفتاح العالمي، تم تنشيط الفيرس وضخه علنياً بصور متعددة محلصتها النهائية ضياع السلام النفسي والبساطة وتدمير الذات وبالتالي ضمور القلب والروح. 

معظم الأمراض العصرية التي تحيط بنا سببها هذا الفيروس الذي نعيش فيه ونستنشقه لاواعياً. ومن لم ينتبه له ويحصن نفسه باللقاح المناسب، فسوف تُضمر بداخله خلايا الرضا والتقبل ويتلاشى من حياته السلام النفسي وتبدء معدلات التذمر والحسرة والضيق في ازدياد مما يزيد من معدل القلق والتوتر وآلام القلب وضيق الصدر وارتفاع الضغط والكانسر والسكر وغيرها من امراض العصر والتي تتسبب في الموت البطئ نتيجة التعاسة اللاواعية التي تسيطر علينا وعلى تفكيرنا وعلاقتنا بكل من حولنا. نعم فما هذه الأمراض إلا تنبيهات ورسائل لا تظهر ابداً من العدم ولكن نتيجة لخلل وتآكل نفسي.

ولكن ماهي اللقاحات المناسبة أو الدواعي الأمنية التي يجب مراعتها كما نفعل مع سائر الفيروسات؟؟

أولاً: تذكر أن الله عز وجل عهد إلينا بخلافة الأرض واعمارها ووهب كل نفس مميزاتها وجعل منها كائن فريد له بصمة تميزه على غيره ودور ورسالة. وكل هذا يستحق منا الفخر بقدراتنا واحترام امكانياتنا مهما كانت وكذلك حب انفسنا واولادنا حب غير مشروط مهما كان حالهم فلنخرج من دوامة المقارنات.

ثانياً ابدء بحصر مميزاتك بكل ما اوتيت من نعم لا تعد ولا تحصى وتخيلها للحظات لو لا قدر الله سلبت منك، واملأ قلبك بالحمد والشكر وحب نفسك وتقبلها كما هي، وثق انك مميز واولادك مميزين مهما كانت قدراتك وقدراتهم فلم يخلق الله عز وجل نفس الا و لها بصمتها في الحياة.

ثالثاً: ليس هناك نجاح وفشل ولكن محاولات مستمرة والنتائج على الله، اسع وحاول مرات ومرات، فليس النجاح قمة وليس الفشل قاع.

رابعاً: لا تبخس نفسك قدرها ربما مشاركتك بوجبة شهية لاسرتك هي اسمى معاني الحياة، وادخالك السرور على قلب انسان ومساعدته ولو بالكلمة الطيبة هي دور لا يقدر بمال، فلا تقيّم نتائجك بقيم مادية واحسن النوايا.

خامساً: لا تنساق وراء كل ما تراه على وسائل التواصل الإجتماعي فأغلبها إلهاءات وأكاذيب لا تعكس حقيقة صاحبها تستنفذ طاقتك النفسية والمادية، فقنن وجودك عليها وابحث عن دربك وركز عليه وقارن نفسك بنفسك.

سادساً: اشغل نفسك قبل ان يشغلك الآخرون، ابحث بداخلك عن هواياتك القديمة وارجع إليها واقض وقتاً اطول بين اسرتك واولادك وارجع للصحبة الحقيقية لا الافتراضية وعش حياتك ببساطة.

واخيراً الفيرس النفسي لا يقل أهمية وشدة عن الفيرس العضوي، بل احياناً قد يكون اشد خطراً لأنه يسيطر على عقلك اللاواعي، يبخسك قدراتك ويفقدك ثقتك بنفسك. فلا تستهون به وكن أنت ولا تبالي وانتبه لقدراتك ولا تجعلهم يسلبونك روحك ولا تتردد في طلب العون متى احتجت.


تعليقات