فيرس كورونا .. له ما له وعليه ما عليه


ومازالت الأحداث مستمرة .. الهلع والفزع يشل الأبدان .. والآلم والخوف يسكن البلدان ..
أغلقت الحدود وحُظر التجوال وحالة الحداد تعم المكان .. وتستمر المعاناة!!
قالو قديماً:
(من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد الفرح، ومن باطن الغيوم ينشق شعاع النور).
ولكن كيف يولد الأمل وسط أحباء يغادرون الحياة دون وداع؟؟
كيف يجتمع الفرح مع هذه المأساة؟؟  ومن أين سيأتي شعاع النور بين هول هذه الغيوم؟؟
يا الله ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا .. عظم البلاء واشتد الكرب وبلغت القلوب الحناجر واوشك التفاؤل على النفاذ!!
إلى متى ولأين وكيف!!!!!

قال تعالى: ” "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ"
كل شئ خّلق بقدر .. مهما طالت الأزمات ومهما كان الليل سرمدي فسيأتي الضياء وسيسطع شعاع الأمل لينير الأرض من جديد.
فلندع الأيام تفعل ماتشاء .. ونطب نفساً إذا حكم القضاء .. ولا نجزع لحادثة الليالي .. فما لحوادث الدنيا بقاء.
ستشرق الأرض بنور ربها من جديد وسيعُم الأمان وستُعمر المساجد والكنائس بأحباب الله. سيرفع الحظر وسنجتمع بأحبتنا واولادنا من جديد. ستعم الضوضاء وسنعود للعادي الذي مللناه سابقاً.
وعد الله حق ولا يخلف الله وعده. ستطيب الأنفس وستشفى القلوب وسيصبح كل هذا ذكرى مليئة بالعبر والمعجزات ونعم لا تحصى سنتذكرها لاحقاً لهذا الوباء
سنتذكر أنه لأول مرة منذ بداية الخلق يجتمع العالم كله على عدو واحد .. قرارات مشتركة .. مساعدات .. ابتهالات .. ضعف وآلام وانتكاسات.

سنتذكر انه رغم مايدعون من وعي ومدنية إلا أنه اليوم سقط الاتيكيت ولا فرق بين عربي وعجمي ودول نامية واخرى متقدمة .. نفس السلوك .. يكدسون السلع ويفزعون وينتظرون المعونات ويبكون.

سنتذكر انه تساوى الجميع في العجز والفشل وقلة الحيلة، قيادات الدول العظمى تستغيث وترفع راية الاستسلام. لا يملكون حماية لأنفسهم أو ذويهم.

سنتذكر انه تشابهت البلاد ولا تستطيع النجاة بالهروب عبر الحدود فكلنا اسرى لهذا الوباء
اليست هذه بمعجزات؟؟!!

سيناريوهات عشناها فقط في أفلام هوليود لكن في الواقع لم يجتمع العالم ابداً علي سيناريو واحد بمصير واحد!!
سنتذكر أن الأرض ضاقت بمن عليها .. فاستغاثت بخالقها .. عفواً ايها البشر لقد نفذ رصيدكم .. اتركوني وشأني .. الزموا بيوتكم .. صلوا في رحالكم!!
أليست كل هذه الأحداث تحوي العديد من العبر والدروس؟؟!!
ألسنا نفتقد الآن للعديد من النعم التي اعتدناها ومللناها سابقاً؟؟!!
اخذتنا الحياة وانصرفنا كلا يلهث حول مطامعه واهتماماته الخاصه.
الأن توقفت الحياة بكل صورها ولايشغلنا سوى العافية .. أليست هذه بمعجزة؟؟!!
فيرس كورونا له ما له وعليه ما عليه .. ونحن ايضاً لنا مالنا وعلينا ماعلينا ..
فلنهدأ ونبدء بمسائلة انفسنا واعادة ترتيب اولوياتنا واهتماماتنا ونظرتنا للحياة. آن الأوان لمصالحة الأرض حتى تسعنا من جديد .. فما (كوفيد-19) الا رسول.
فهل استوعبنا الرسالة؟؟!!

samaakamal@gmail.com

تعليقات